قصيـــــــــــــــــــــــــــدة إلى جــــــــــــــــــــــــدي

قصيدة سيعيش أحداثها كل من فقد جده الحنون ذو الوجه البشوش دائم الابتسامة في وجه أحفاده فجزى الله صاحب هذه القصيدة

مع نسيم الليل و لطفة المعتاد ... برطوبة و سكون نظرت إلى السماء من نافذة غرفتي رأيتها خالية مظلمة كالمعتاد فقد تسلل الليل و حل الظلام كل الأجواء من حولي فلم يبقى غير ضوء القمر و أنوار النجوم، جلست على شرفتي تحت سماء تملؤها الغيوم و تتساقط قطرات المطر بصمت لتسامر وحدتي ... و النجوم تتوج بنور يطفئ نور شوقي ... جلست أتفحص المكان من حولي لا أستمع شيء ...و كأن خلف كل نافذة ورود تبكي تتألم لوحدتي.
في ظل هذه الحالة جلست أتأمل حتى وقع نظري على نجمة حزينة و ما إن تجمد بصري عليها حتى بدأ قلمي يسرد ... نظرك إليها يجعلك تظن أنها مهجورة منذ أعوام لكن في الحقيقة هناك روح غريبة تسكنها ... روح دائمة الصمت إنطوائية لم يراها أحد لم تخرج أبدا و مامن أحد يعرف حكايتها ... باستثائي منذ سنوات عديدة في حين كنت أتمتع بأمل الحياة و سعادتها مرت من قربي غيمة سوداء أظلمت عالمي، انطفئت شموع الأمل، غابت شمس الحياة، ذبلت ورود السعادة ، جلست و دموعي تنساب من على وجنتاي قلبي ينفطر من الألم ... عندما سمعت صوته يهتف لماذا تبكين يا ابنتي؟ جدي؟؟
لمعت عيني همسة ... جدي شفتاي اشتقت لك لقبلة يدك ... أود مواصلة الطريق إليك، أحبك جدي ... صرخت و ما من مجيب، تصرخ آلامي شوقا لك و كان شيء ما استيقظ بداخلي ... بدأ يردد جدي رحل إلى عالمه دون عودة ... أما أنا وقفت أتأمل الحياة قبل رحيلك: ابتسامات، أفراح سعادة ، أما الآن أنا لست أكثر من سجينة ماضيك و ذكرياتك ... سرعان ما استيقظت لمسح دموعي فجدي رحل دون عودة و ما من أحلام ستجمعني به ... اشتقت له لرائحته لعطره لعطائه ... له لانفاسه لذا سأزورك من جديد رغم أنك ستكون بين أحضان عالم آخر لكنني سأعود من جديد لأزهارك الحمراء سأعيدها على الدنيا من جديد لكن أسيكون بيدي إعادتك إلى أحضاني ؟ سؤال أتساءله باليوم اكثر من مائة مرة لكن مامن إجابة على تفهات شوقي.
ابتسمت لفكرة زيارتك مجددا ... نظرت إلى الساعة إنها تكاد الساعة الثالثة صباحا ... أشعر و كأنني طفلة لم تدرك معنى الموت بعد لكنني بإرادتي أتجاهله أغمض عيناي عنة حتما لا أشعر بالخوف و الوحدة أكثر ... فرغم بعدك إلا أنك لا تزال معي تداعب أنفاسي كلما أشعر ببعدك أشعر بضيق يشدني شيء يخنقني ... جدي لما استطال الليل هذة المرة ؟؟؟
حتى الآن لم تدق الرابعة و أنا ما زلت أتجول بين زوايا البيت أنتظر شروق الشمس لم أستطع النوم ، أنتظر الصباح بشغف سأزورك حتى آخر أيام